تحويل النقل الحضري بالذكاء الاصطناعي
تواجه مدن الشرق الأوسط تحديات متزايدة مثل الازدحام والتلوث وأنظمة النقل القديمة غير القادرة على مواكبة النمو السكاني. يرى رائد الأعمال صخر التون في هذه الأزمات فرصة للابتكار، ويقود نهجًا جديدًا يدمج الذكاء الاصطناعي لإنشاء شبكات نقل عامة مرنة وفعّالة وجاهزة للمستقبل. يؤكد التون أن التكنولوجيا ليست خيارًا إضافيًا، بل هي الاستراتيجية الأساسية لمواجهة تحديات التنقل الحضري. كما يقول: “لا نحتاج فقط إلى مزيد من الحافلات أو القطارات، بل إلى أنظمة تفكر وتتأقلم في الوقت الفعلي.”
الذكاء الاصطناعي كركيزة أساسية للتخطيط الحديث للنقل
يعتبر صخر التون أن الذكاء الاصطناعي ضرورة أساسية لتحديث أنظمة النقل. فالنمو الحضري السريع في المنطقة يتطلب حلولًا ذكية تتجاوز التوسع التقليدي في البنية التحتية. من خلال تحليلات البيانات في الوقت الفعلي، يمكن للخوارزميات التنبؤ بالطلب، وتحسين الجداول، وإعادة توزيع الموارد بدقة. يرى التون أن على المدن الابتعاد عن التخمين والاعتماد على اتخاذ قرارات مدروسة مبنية على البيانات. إلى جانب ذلك، يعتقد أن التعاون بين الهيئات الحكومية والقطاع الخاص ضروري لبناء منظومات متكاملة. بدون هذا التعاون، ستظل الحلول مجزأة وغير قادرة على تلبية التحديات المتزايدة.
تعزيز الكفاءة التشغيلية من خلال الأنظمة الذكية
يرى التون أن أحد أبرز مزايا الذكاء الاصطناعي هو تحسين الكفاءة بشكل كبير. بتحليل أنماط حركة الركاب والازدحام المروري، يمكن للشبكات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تعديل المسارات والجداول بشكل ديناميكي. يتخيل التون مدينة تتغير فيها وتيرة الحافلات تلقائيًا وفقًا للطلب الفعلي، دون ترك أي منطقة بلا خدمة أو مزدحمة. ويقول: “الكفاءة لا تعني السرعة فقط، بل القدرة على التكيف والوقاية. يجب أن تتغير الأنظمة قبل أن يشعر الركاب بالمشكلة.”كما يدعو إلى الصيانة التنبؤية، لتحديد الأعطال قبل وقوعها، ما يقلل من التوقفات المفاجئة ويطيل عمر المركبات ويحسن رضا الركاب. ويرى أن هذه الابتكارات يمكن أن تخفض التكاليف التشغيلية على المدى الطويل، مما يتيح إعادة استثمار هذه الوفورات في تحسين جودة الخدمة وتوسيع الشبكات.
إدارة حركة المرور الذكية لمواجهة الازدحام
يعاني الشرق الأوسط من أزمات ازدحام مزمنة تكلف المليارات وتزيد التلوث. يرى التون أن إدارة المرور الذكية بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تقدم حلًا جذريًا.لا يمكن للأنظمة تحليل البيانات الحية وتعديل توقيت الإشارات تلقائيًا، وإعطاء الأولوية للنقل العام، والتنبؤ بالاختناقات قبل حدوثها. يقول التون: “المرور الذكي لا يعني تحريك السيارات بشكل أسرع فحسب، بل إعطاء أولوية للنقل الجماعي وجعل المدن صالحة للعيش.” ويضيف أن التكامل بين النقل العام وإشارات المرور الذكية يمكن أن يقلل من الانبعاثات الكربونية بشكل كبير، ويساهم في تحقيق أهداف الاستدامة التي تسعى إليها الحكومات.
تعزيز الأمان باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي
يركز التون على الأمان باعتباره أولوية قصوى. ويقترح أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمان مثل:
- أنظمة مراقبة ذكية ترصد السلوكيات المريبة.
- تحليلات تنبؤية لتوقع الأعطال أو المخاطر.
- دعم فوري للسائقين ومراكز التحكم أثناء الطوارئ.
ويشدد على أن ثقة الركاب تعتمد على شعورهم بالأمان التام في كل رحلة. كما يرى أن هذه التقنيات يمكن أن تردع الجرائم الصغيرة، وتمنح الركاب إحساسًا بالراحة والثقة عند استخدامهم وسائل النقل العام، مما يشجع المزيد من الناس على ترك سياراتهم الخاصة.
تجارب سفر شخصية ومتصلة
يؤمن التون أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على تحسين التشغيل، بل يهدف إلى تحسين تجربة الركاب. من خلال:
- إشعارات الوصول والمغادرة في الوقت الحقيقي.
- اقتراحات سفر مبنية على الرحلات السابقة.
- تنبيهات حول الازدحام أو توفر المقاعد.
هذه الخدمات تجعل النقل العام أكثر جاذبية وسلاسة، وتدفع الناس للابتعاد عن المركبات الخاصة. ويرى التون أن تصميم هذه الأنظمة يجب أن يراعي تعددية الثقافات واللغات في المنطقة، لضمان شمولية التجربة وسهولة استخدامها للجميع.
التحديات والرؤية الواضحة
يعترف التون بأن تبني هذه الحلول يواجه تحديات مثل الحاجة إلى استثمارات ضخمة وتغيير الثقافة العامة للنقل. كما يشير إلى أهمية معالجة قضايا الخصوصية والأمن السيبراني لضمان حماية البيانات الشخصية. يؤكد التون أن التدريب وبناء القدرات المحلية جزء أساسي من أي استراتيجية ناجحة. فبدون فرق عمل مؤهلة، ستظل هذه المشاريع مجرد رؤى على الورق. لكنه يظل متفائلًا: “نحن لا نطور فقط الحافلات والقطارات، بل نعيد تعريف علاقتنا بالمدن. ببناء أنظمة ذكية تتمحور حول الإنسان، نصنع مدنًا أكثر اتصالًا واستدامة وإنتاجية.”
قيادة حقبة جديدة من النقل الذكي
بقيادة صخر التون، يتحول الذكاء الاصطناعي من فكرة نظرية إلى حل عملي يواجه تحديات النقل في الشرق الأوسط. ومع توسع المدن وتطورها، لم يعد تبني الذكاء الاصطناعي خيارًا بل ضرورة ملحة لبناء مدن أكثر قابلية للعيش، وأكثر مرونة، وأكثر جاهزية للمستقبل. إن رؤيته لا تقتصر على تحسين وسائل النقل، بل تسعى إلى إعادة صياغة العلاقة بين الإنسان والمدينة، وبناء مستقبل أكثر استدامة وجودة للحياة لجميع السكان.